كيف تصبحين صديقة لزوجك؟
يميل الرجل بطبعه إلى استخدام العقل في إدارة شئون العائلة،
بينما تميل الزوجة إلى استخدام العاطفة في إدارة جميع شئونها بما فيها المنزل وإدارته،
فالزوجة الودود الولود هي المطلوبة إذ إن الود والألفة والحنان الذي تضفيه الزوجة على منزلها
إنما هو نوع من الرحمة التي يتوجها الأطفال جمالاً وبهجة، وظهور الأطفال على
مسرح المنزل إنما هو تتويج لتلك العلاقة الكريمة التي تربط بين الزوج والزوجة.
وإن ظهور طفل في كل مرحلة من مراحل حياة الزوجين إنما هو توطيد للأواصر
التي تربط بين الجانبين، وتجديد للعقد الذي يربط بينهما.
وفي كل مرة يزداد حجم الحب والاحترام بين الجانبين تتطور هذه العلاقة فتصبح
علاقة أزلية تتوجها روح الصداقة الطيبة، وتغدو الزوجة هي الصديقة الأولى للزوج في مسيرة حياته الطويلة،
وتصبح هي مخزن أسراره، حيث إن الإنسان بطبعه يبحث عن الصديق العزيز والقريب منه ليبوح له بأسراره.
كما ذكرنا سابقا فإن الأطفال بمثابة عامل ربط لتلك العلاقة التي ربما تفتر بعد بضع سنوات من الزواج،
حيث يشعر كل منهما بالملل من الآخر، في أغلب الأحوال، وتضمحل الروابط بينهما إذا لم يرزقا بأطفال،
وقد ينفصل الزوجان عن بعضهما البعض، وفي حالات قد تكون بسيطة جداً يفضل الزوجان البقاء سوياً.
نجاح استمرار العلاقة الزوجية بكل ما تحمله من الحب والود،
يلزم الزوجة بأعمال كثيرة منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي..
- القيام بأعمال التنظيم والإشراف على إدارة المنزل بصورة ترضيها قبل أن ترضي زوجها وزوارها،
ولكن عليها أن تنتهز الفرص لترى وجهة نظر زوجها فيما تقوم به من أعمال في المنزل، وإذا أدركت رضاه فهذا هو المطلوب.
- على الزوجة أن تحاول قدر استطاعتها أن تجيد العمل الذي تقوم به،
ولا تلتفت البتة لهنات زوجها، عليها أن تصلح قدر ما استطاعت من هذه الهنات والسلبيات بحيث لا تتحدث إليه،
فإذا كان الزوج مثلاً لا يهتم بوضع ملابسه في المكان المناسب
ويضعها على الكراسي والأرائك، ما عليها إلا حملها ووضعها في المكان المناسب بحيث تحافظ علي رونقها.
وإذا حدث ومرضت الزوجة فإن الزوج سيشعر بالحرج، ويحاول أن يسد مكانتها بالمنزل،
فيعمل على إعادة ملابسه في مكانها الطبيعي، ومن ثم سوف يعتاد بعد ذلك على هذه العادة الجميلة.
- يجب على الزوجة أن تشعر زوجها أنها تزوجته لأجل أن يكمل كل منهما شخصية الآخر،
فالزوجة تقدم الود والحنان والرجل يقدم الروح المسؤولة المليئة رجولة وشهامة لأجل حماية أسرته من كل شر يحيق بها.
وحينما يصل الزوجان لمثل ذلك الشعور..
أي أنهما نصفان ويفهمان ويكملان بعضهما البعض سوف يعيشان سعيدين مدى حياتهما.
- إن المؤمن يراقب الله سبحانه وتعالى في كل أعماله،
ففي المنزل يجب القيام بذلك العمل وبدقة متناهية وكذلك في أي عمل يجب
أن تراقب الزوجة أعمالها، وكذلك الزوج بحيث لا يعملان إلا
ما يرضي الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا امتثلا بطاعة الله ورسوله
والتزما قول الحق في كل أقوالهما وأفعالهما فإن الله تعالى سيكون معهما يظلهما برحمته وعطفه.
أي يجب على كل منهما الالتزام بقول الحق ولا يحيدا عنه أبداً مهما كانت النتائج،
فعش الزوجية إنما أسس على ركائز أهمها قول الصدق وعدم اللجوء للكذب،
لأن الكذب يبعد بين الزوجين ويظهر عامل عدم الثقة بينهما، مما يكون له آثار سلبية
على علاقتهما في المستقبل، إن الكذب يعتبر عاملاً مهماً في الشروع بهدم منزل الزوجية.
- على الزوجة ألا تتصف بالأنانية، كما يجب عليها ألا تطلب أشياء ترهق كاهل الزوج
من جميع النواحي سواء أكانت مادية أم معنوية، فعلى سبيل المثال إذا كان زوجها موظفاً
وتدرك أن راتبه بالكاد يكفي قوت منزله فلا تطلب مطالب باهظة ترهقه،
فقد يلجأ الرجل لأصدقائه ليستدين منهم أموالاً حتى لا يشعرها بالنقص أمام صديقاتها.
- يجب أن تتلاشى جميع الحواجز التي تقع بين الزوج وزوجته، بحيث يصبح كل
منهما صفحة بيضاء أمام الآخر، يصف له مشاعره وأحاسيسه تجاه أي قضية
أو أي مشكلة تجمع بينهما، وأن روح الانفتاح التي تجمع بينهما تريح كل
منهما وتجرد كل منهما أمام الآخر بكل حرية وانطلاق