الأعراض و العلامات:
حمى و سعال و ألم في الصدر و الرئتين و قد تظهر هذه الأعراض بعد مدة قد تصل إلى 10 أيام بعد التعرض و لا تكون حالة المريض شديدة ولكن يستمر المرض لمدة تتراوح ما بين يومين و أسبوعين.
التشخيص:
حمى الكيو مرض ليس له أعراض خاصة و قد يشبه مرض فيروسي أو أي التهاب رئوي لانمطي atypical pneumonia و يتم التأكد من التشخيص باستعمال اختبارات المصل.
العلاج:
حمى الكيو عادة مرض محدود ذاتيا حتى من دون علاج و لكن يمكن إعطاء التتراسيكلين أو الدوكسوسيكلين شفهيا (عن طريق الفم) لمدة 5 إلى 7 أيام لمنع مضاعفات المرض و ذلك لأن هذا المرض يسبب التهاب الأغشية القلبية وهذه هي من المضاعفات التي يصعب علاجها.
الوقاية:
إعطاء الأدوية الوقائية في وقت مبكر قد يؤخر ظهور أعراض المرض و لكن يجب إعطاء التتراسيكلين و الدوكسوسيكلين بعد 8-12 يوما من التعرض و يستمر العلاج لمدة 5 أيام و قد أُثبتت فعالية هذا البرنامج في منع ظهور المرض الإكلينيكي. و يوجد تطعيم مكون من خلايا كاملة قد أُعدمت فعاليتها و لكن يصحب هذا التطعيم أعراضا جانبية شديدة في الأشخاص الذين قد يملكون المناعة سابقا و لذلك يجب إعطاء اختبارا جلديا لمعرفة الذين عندهم مناعة سابقة أو حساسية قبل إعطاء التطعيم.
الوقاية و التعقيم:
يجب استعمال الإجراءات الوقائية الأساسية لعمال الصحة. و يندر انتشار المرض من شخص لآخر. ولا يشكل الأشخاص الذين قد تعرضوا لرذاذ حمى الكيو خطورة لغيرهم و لا ينشرون الكائن بالرذاذ أثناء التنفس.
و للتعقيم يستعمل الشخص الماء و الصابون أو محلول الكلورين بتركيز 0.5 % .
نظرة عامة
الشكل المستوطن لمرض حمى الكيو يظهر على شكل مرض حيواني يسببه الريكيتسيا Rickettsiaو الحيوانات التي تحمل المرض تضمن: الغنم و البقر و الماعز و الكلاب و القطط و الطيور. و لا تظهر على الحيوان المصاب أية أعراض و لكن هذه الحيوانات تنشر العديد من الكائنات المسببة للمرض في الأنسجة المشيمية و إفرازات الجسم مثل الحليب و البول و البراز و التعرض للحيوانات الميتة عند تعفنها يعتبر عاملا خطيرا و مهما في استمرار الشكل المستوطن للمرض. و لذلك يعتبر العاملين في مهن الزراعة وفي المسالخ أكثر الأشخاص تعرضا للشكل المستوطن لهذا المرض. و في حال حدوث هجوم بيولوجي باستخدام عامل حمى الكيو فإنه يشبه المرض المستوطن الذي ينتشر بشكل طبيعي. و من الجدير بالذكر ان حمى الكيو تشكل خطورة كبيرة لعمال المعامل و المختبرات الذين يتعاملون مع هذا الكائن.
التاريخ و الأهمية:
وصف هذا المرض أولا في أستراليا و سُمي بحمى الكيو لأن سببه لم يكن معروفا. و قد اكتشفت بكتيريا الريكيتسيا Coxiella burnetii في عام 1937 ككائن ينتمي إلى صنف الريكيتسيا الذي يقاوم الحرارة و الجفاف و هو أيضا معدي جدا في حالة انتشاره في شكل رذاذ. و هذا المرض معدي جدا حتى إذا استنشق الشخص كائن واحد فإنه قد يصاب بالمرض و للأسباب المذكورة أعلاه فإن حمى الكيو تعتبر داءً قد يُستعمل كسلاح بيولوجي.
العلامات و الأعراض:
بعد فترة حضانة تتراوح ما بين 2-14 يوما تظهر عادة حمى الكيو كحمى محدودة ذاتيا وقد تستمر لفترة تتراوح من يومين إلى أسبوعين. و فترة الحضانة تعتمد على عدد الكائنات التي استنشقها الشخص وقد تطول المدة ما بين التعرض و ظهور الأعراض و قد تصل هذه المدة إلى أربعين يوما في بعض الحالات. و يظهر هذا المرض كحمى حادة ليس لها أعراض مميزة و لكن من الأعراض العامة التي تصاحب المرض: صداع و إرهاق و الآم في العضلات . و يعطي الفحص الجسدي للصدر نتائج طبيعية عادة. و قد يظهر الالتهاب الرئوي في الصورة الشعاعية التي تبدو غير طبيعية و حالة الالتهاب الرئوي تظهر في نصف المرضى تقريبا و تصل نسبة المصابين بالسعال الغير مصدر للبلغم نسبة 28 % و عادة يصحب التنفس صوت خرخرة rales و قد يشعر المريض بآلام صدرية رئوية و تظهر هذه الآلام في ربع المرضى المصابين بالالتهاب الصدري المصاحب لحمى الكيو. و في حالة ظهور صورة غير طبيعية للأشعة الصدرية تكون هناك انتشارات متقطعة تشبه الحالة التي تظهر في الالتهابات الرئوية و التي تسببها الفيروسات أو الميكوبلازما. و قد تظهر أشكالا دائرية معتمة على الأشعة و أيضا تورم في الغدد الليمفاوية.
و تقدر نسبة الحالات التي تصاب بالتهاب في الكبد ب33% و في هذه الحالة توجد حمى و تظهر الاختبارات غير طبيعية لوظائف الكبد مع غياب الأعراض الصدرية. ومن المضاعفات الغير معتادة (النادرة) التهاب الكبد المزمن أو التهاب القلب ذو المستنبت السالب و التهاب الدماغ و التهاب العظام وعلى الأرجح بالنسبة لأغلب المرضى الذين يتطور عندهم الحال إلى التهاب القلب فإنه يعتقد أن مرض في صمام القلب قد انتابهم قبل إصابتهم بمرض حمى الكيو.
التشخيص
التشخيص الإكلينيكي:
قد يصعب تشخيص حمى الكيو لأنه يظهر بدون أعراض مميزة و قد يصعب التفريق بينه و بين الأمراض الفيروسية والالتهاب الرئوي الذي تسببه الميكوبلازما نيومونيا mycoplasma pneumonia أو الليجانيلا نيومونيا Legionella pneumophiliaأو الكلاميديا بستاسي Chlamydia psitttaci (TWAR) و بالنسبة لأنواع حمى الكيو التي تشتد بسرعة فإنها قد تظهر على شكل التهاب رئوي بكتيري مثل التولارمية Telaremia أو الطاعون و عند ظهور عدد معين من الناس، الذين كانوا في نفس المنطقة الجغرافية و على فترات متقاربة من بعضهم البعض، نرى أعراضا غير مميزة. ولكن عند وجود أعراضا مميزة مثل الحمى و الأعراض الصدرية و الرئوية التي تكون ربع الحالات، فإنه يجب على الطبيب المعالج الأخذ بعين الاعتبار احتمال وجود هجوم بيولوجي سببه رذاذ يحتوي على بكتيريا حمى الكيو. ويعتمد التشخيص عادة على الصورة الإكلينيكية و إحصائيات علم تولد الأمراض عند النظر في احتمال وجود هجوم بيولوجي.
التشخيص المخبري:
تظهر الزيادة في عدد الكريات الدموية البيضاء في 3/1 المرضى هذا و في أغلب الحالات فإنه يوجد ارتفاع طفيف في أنزيمات الكبد hepatic transaminase و لا يمكن رؤية الميكروبات المسببة في شرائح البلغم عند الفحص بالمجهر بالإضافة إلى ذلك فإن محاولة عزل الميكروب بالاستنبات يعتبر غير عمليا لأنه لا ينمو بسهولة و قد يشكل هذا الميكروب خطورة بالنسبة لعمال المختبرات. و من الاختبارات المستعملة لفحص المصل هي فحص الأجسام المضادة الفسفورية الغير مباشرة indirect florescent fixation و قد توجد أنواعا من الأجسام المضادة في المصلIgM من الأسبوع الثاني من بداية المرض و يمكن استعمال عينة واحدة من المصل للتشخيص النهائي و الأكيد لحمى الكيو، ويعطى هذا الاختبار نتائج إيجابية من الأسبوع الأول و النصف إلى أسبوعين من بداية المرض. و الاختبار الشائع الاستعمال هو تثبيت المتمم complement fixation و المشكلة في هذا الاختبار أنه قليل الحساسية و قد لا يكون مفيدا إذا كان مصل المريض يحتوي على مضادات المتمم من وقت سابق.
الوقاية الطبية:
يُقترح استعمال الإجراءات الوقائية المعتادة لموظفي الصحة و يتم شفاء معظم مرضى حمى الكيو من هذا المرض بنفسهم بدون إعطاءهم مضادات حيوية و لكن ينصح إعطاء العلاج لكل المصابين بهذا المرض لتقليل فرصة ظهور المضاعفات. يُستعمل في العلاج كلا من: التتراسيكلين 500 مجم كل 6 ساعات أو الدوكسييسكلين100 مجم كل 12 ساعة لمدة 5-7 أيام، و إعطاء العلاج يُقصر من مدة المرض هذا و تختفي الحمى بعد يوم أو يومين من بداية العلاج. و في الأبحاث ذكر أن السيبروفلوكساسين و غيره من الكونولنيات quinolonesهي من المواد الفعالة في البيئة خارج جسم الإنسان وقد تستعمل في المرضى الذين لا يستطيعون استعمال التتراسيكلين أو الدوكسوسيكلين. هذا و يصعب علاج التهاب القلب الذي يسببه حمى الكيو بنجاح، و في هذه الحالة يُستعمل التتراسيكلين أو الدوكسوسيكلين مع مزيج من الترامثوبرم و السلفا trimethoprim- sulfamethoxazole (TMX-SMX)أو الرفامبين لمدة 12 شهرا أو أطول و قد أظهرت هذه الطريقة نجاحا بسيطا في بعض الحالات و لكن في أغلب الحالات يجب إجراء عملية استبدال صمام القلب حتى يتم الشفاء الكامل.
الوقاية:
التطعيم :
يتوافر تطعيم يُعطى تحت الجلد و هو مصنوع من خلايا بكتيرية كاملة مقتولة بالفورمالين وهذا التطعيم قيد البحث ويُعطى للأشخاص الذين قد يتعرضون لهذا المرض . هذا و يوجد في أستراليا تطعيم لحمى الكيو. و يحصل الشخص على مناعة كاملة ضد مرض الكيو الذي يظهر طبيعيا بعد إعطاء جرعة واحدة و أيضا يعطي هذا التطعيم مناعة بنسبة 95 % في حال التعرض للرذاذ و تستمر هذه المناعة لمدة خمس سنوات على الأقل و يجب الحذر من تطعيم الأشخاص الحاصلين على مناعة سابقة لأنه قد يؤدي إلى تورم شديد في موضع التطعيم و قد تتكون دمله عقيمة (خالية من البكتيريا) في هذا الموضع و قد تصل إلى النخر . و لهذا السبب تم تطوير الاختبار التحت الجلدي الذي يستخدم 0.02 مجم من خلايا بكتيرية كاملة مقتولة بالفورمالين حتى يتم التعرف على الأشخاص الحاصلين على مناعة سابقة.
المضادات الحيوية:
في حالات استخدام الأدوية للوقاية من حمى الكيو يُعطى التتراسيكلين 500 مجم كل 6 ساعات أو الدوكسيسيكلين 100 مجم كل 12 ساعة لمدة 5-7 أيام و يبدأ ظهور تأثيرات الدواء بعد 8-12 يوما من التعرض. تجدر الإشارة إلى أن الوقاية بالأدوية ليست طريقة فعالة وأن إعطاء الأدوية بعد التعرض مباشرة لا يحمي من المرض مباشرة و إنما قد يطول مدة الحضانة بعد التعرض لمدة 1-7 أيام.
