هذه الأشجار قديمة في مصر، معروف لدى الفراعنة وقد وجد زهرها في أكاليل على جثتي احمس الأول وامنحتب (امينوفيس) الأول من ملوك الأسرة الثامنة عشرة وعثر انجر على طوبة في الكاب بها قطع من خشب السنط. وكان قدماء المصريين يحرقون خشبه الجاف وقوداً في معمل الأدوية. ويصنعون من خشبه التوابيت والتماثيل والأبواب والسفن.
وكان هذا الشجر مستعملاً في تركيب كثير من الوصفات الطبية النافعة للأمراض الباطنية وأمراض العيون في مصر القديمة وبلاد النهرين والهند. وقد وجدت قرون (أي أثمار) هذه الأشجار في جبانتي كاهون المصرية وهوارة اليونانية - الرومانية حيث كانت تستعمل في الصباغة. والسنط مذكور في القراطيس المصرية التي ترجع إلى عصر بناة الأهرام.
اسمه الهيروغليفي (شنت) والقبطي (شونت أو شنتي) والعبري (شت)، والعربي (سنط) وكلها متقاربة ومشتقة من الاسم المصري القديم.
وقد جاء ذكر السنط في الكتابات النبطية القديمة في البتراء والمدن الأردنية القديمة الأخرى.
وصف النبات
أشجار طويلة قد تصل إلى أكثر من عشرين متراً في الارتفاع، وبها أشواك زوجية طويلة مستقيمة، والأزهار صفراء ومتجمعة في شكل كروي، والثمرة قرن في شكل العقد. وتتميز بأوراق مركبة متضاعفة التركيب، والوريقات الصغيرة جداً.
توجد أشجار السنط العربي في عدد من الأصناف أو (تحت الأنواع) أهمها: 1. سنط أبو قطيفة [Acacia nilotica subsp. Tomentosa].
2. سنط أبو لمعة [A. n. s. nilotica].
3. سنط أبو عريضة [A. n. s. asansonii].
يتميز النوعان الأول والثاني (أبو قطيفة وأبو لمعة) بالثمرة في شكل العقد حيث تضيق العقد بين البذور، بينما يتميز النوع الثالث (أبو عريضة) بالثمرة عريضة العقد بين البذور. تتكاثر أشجار السنط بالبذور وهي سهلة الجمع والحفظ ولكن يجب ان تعامل كيميائياً قبل الزراعة. وطبيعياً تنمو أشجار السنط في معدل أمطار (76-170مم) سنوياً.
مكونات السنط
يحتوي النبات على مكونات عدة أهمها قلويدات، فلافونيدات، مواد عفصية (تانينات)، صابونينات وجليكوسيدات سيانوجينية. يحتوي الصمغ على حمض الارابيك أو الآرابين.
تحتوي الأزهار على مواد فلافونيدية وفينولية كما تحتوي الثمار على آثار من القلويدات، مواد عفصية، إسترولات أو تربينات ثلاثية، حمض الجاليك إضافة إلى آثار من الجليكوسيدات السيانوجينية. وتحتوي ثمار السنط المعروف بأبي عريضة على آثـار من القلويدات، مواد عفصيـة، تربينـات ثلاثيـة. بينما تخلو ثمار هذا النبات من الفلافونيدات والجليكوسيدات السيانوجينية.
الفوائد الطبية
1. يستخدم مسحوق ثمار النبات خارجياً كمطهر أو تمزج باللبن الزبادي ويؤكل لعلاج الزحار.
2. مغلي الثمرة يفيد في علاج الكحة والنزلة والالتهاب الرئوي.
3. تفيد الثمار في علاج الإسهال، والنزلات، والكحة وألم الحنجرة والسل والالتهاب الرئوي، والجذام.
4. الثمرة لها فوائد في علاج السيلان.
5. في الطب الهندي يستخدم الصمغ (الراتنج) فيؤخذ مسحوقه بالفم لعلاج الإسهال.
6. ذكر طلاس في كتابه المعجم النباتي ان صمغ أشجار السنط العربي قابض، يستخدم في حالات الزحار والنزلات الصدرية، وخافض للحرارة وضد الحكة وفي حالات البرص.
7. يستخدم لحاء النبات كقابض، كما يستخدم مغلي أو منقوع اللحاء لعلاج الإسهال، والزحار والسيلان الأبيض.
8. عصارة لحاء السنط الطازج قابضة تفيد في إيقاف نزيف الدم والكحة وفي علاج ألم الحنجرة.
9. تستخدم الثمار (القرون) كمقشعة، وفي علاج الجروح والكحة وكغرغرة لعلاج التهاب اللوزتين.
10. في الطب الإفريقي تستخدم أوراق النبات مع الشاي أو القهوة الساخنة (بدون لبن أو سكر) لعلاج أوجاع الصدر والالتهاب الرئوي.
11. يستخدم مغلي الجذور لعلاج سوء الهضم واضطراب المعدة.
12. يستخرج الصمغ بأواسط نيبال لعلاج انقباض الرحم بعد الولادة.
13. يتم تحضير حلويات تحتوي على الصمغ تؤكل بكميات مناسبة خاصة بالنساء.
الاستعمالات والفوائد الأخرى
1. خشب السنط صلب ثقيل ومقاوم يستخدم كفواصل في خطوط السكك الحديدية كما يستخدم في الآلات الزراعية والبناء والمراكب والأثاث المحلي.
2. تثبت التربة ضد الفيضانات وعلى حواف الأنهار، كما تساعد في تحسين خصوبة التربة.
3. تعطي الشجرة علفاً جيداً للحيوان.
4. تستخدم ثمار السنط في دباغة الجلود لاحتوائها على نسبة عالية من التانين (30% في الثمار الخضراء).
5. تنتج الشجرة صمغاً وتستخرج منها أصباغاً مختلفة الألوان.
6. اظهر المستخلص المائي لثمار السنط نشاطاً كمبيد للطحالب ويعزى ذلك النشاط لوجود مواد عفصية بكمية كبيرة (18-23%).
7. أظهرت مستخلصات ثمار ولحاء وسيقان النوع أبو لمعة نشاطاً كمبيد للقواقع خاصة البولينيس والبيومغلاريا [Biomphalaria pfeifferi] وهي قواقع الماء العذب الناقلة لنوعي الشيستوسوما هيماتوبيوم ومانوسي والتي تسبب مرض البلهارسيا في السودان.
8. تطهير وتنقية الماء في الحفائر في غرب السودان يرجع لنمو أشجار السنط على حواف تجمعات المياه.
التوزيع الجغرافي
شمال نيجيريا، بورنو، بحيرة تشاد، السودان، السعودية، الأردن، سوريا، فلسطين، العراق، الهند، إيران، مصر، تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، تركيا، كينيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، تنزانيا، جنوب أوروبا، إفريقيا الوسطى.
الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم
منقول
