علامات الترقيم: هي رموز اصطُلِحَ عليها، توضع بين أجزاء الكلام لتمييز بعضه من بعض، ولتنويع الصوت به عند قراءته، وليعرف مواضع الوقف من مواضع الوصل، ولتحديد نبرة لهجته عند قراءته جهراً.
ومن فوائد استعمال علامات الترقيم تحقيق غرض اللغة من الاتصال الفكري بين الكاتب والقارئ، وكأن الكاتب يصطحب القارئ شعوراً وحساً فيعلمه أنه يستفهم هنا، ويتعجب هناك، وينقل له كلام غيره بنصه، ويستغني عن بعض كلام غيره فيشير إلى ذلك،ويعلل هنا إلى غير ذلك من مشاعر وأحاسيس لا تترجم بالألفاظ اللغوية فتقوم علامات الترقيم بهذه المهمة فتفصح عن غرض الكاتب، وترشد القارئ وتعينه على الفهم والتـأثر بعواطف الكاتب وانفعالاته وتصطحبه في شعوره وأحاسيسه.
مثال ذلك:
ـ ولكن زيداً قال : أخي صادق لا يكذب ( القائل هنا زيد )
ـ ولكن زيداً ـ قال أخي ـ صادق لا يكذب ( القائل هنا أخي )
ولو أمعنا النظر في العبارتين نجد أن السبب في اختلاف المعنى بين الجملتين ناشئ من وضع علامة الترقيم ولولاذلك لما وقفنا على المقصود.
وجاء في كتاب ( مناهج البحث العلمي) للدكتور فرج الله عبد الباري، في الصفحة:106 ) :
الترقيم لم يكن معروفاً من قبل، ولكن أدخله (أحمد زكي باشا "الملقب بشيخ العروبة" ) فقد كانت له جولة في الميادين البكر، هي إدخال علامات الترقيم على الكتابة العربية وفق النسق المستعمل فى كتابة اللغات الأوربية، وكان القارئ قبل استعمال هذه العلامات يعمد دائما في حركات القراءة والوقوف على الذهن والقريحة، وليس أمامه إشارات، أوعلامات ترشده إلى ذلك .
ومن اجل ذلك فكر(أحمد زكي) في إدخال هذه العلامات، وقد فصّل ذلك في رسالة أصدرها عام 1912 جاء فيها :
وأول من اهتدى إلى ذلك رجل من علماء النحو، من روم القسطنطينية اسمه ( ارسطوفان ) من أهل القرن الثاني قبل الميلاد، ثم توفرت أمم الإفرنج من بعده على تحسين هذا الاصطلاح، وإتقانه إلى الغاية التي وصلوا إليها في عهدنا الحاضر(. اهـ