عُرِفَ عن نبات البروكولي الذي يشبه القرنبيط بأنه غني في المواد المقاومة للتّأكسد, وكذلك عنصر الحديد، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى عديدة.. وقد أظهرت البحوث العلمية أن البروكولي قد يساعد في منع الأنيميا, والحماية من السّرطان, خصوصا سرطان الثّدي. كما وُجد أن مادة "السلفورافين sulforaphane " الموجودة في البروكولي تقتل بكتيريا المعدة التي تؤدي إلى الإصابة بالقرحة، والتي قد تتطور مع الوقت إلى الإصابة بسرطان المعدة. وقد أظهرت دراسة واحدة تم فيها تغذية الفئران ببراعم البروكولي أن هذا النبات الذي يشبه القرنبيط قد أدى إلى حمايتها من ضغط الدّم المرتفع ومرض القلب والسّكتة الدّماغيّة.
وفي دراسة حديثة تبين أن البروكولي قد يمنع "العمى الشيخوخي" لاحتوائه على مادة السلفورافين المقاومة للتّأكسد، فتحمي خلايا العين من ضرر أشعة الشمس فوق البنفسجية.
إن خلايا شبكية العين حساسة جدا للمواد المؤكسدة، خصوصاً تلك التي يخلفها التعرض للضوء. وبالرغم من أن العين تملك نظام حماية ذاتيا، إلا أنها قد تصاب بالعمى مع تقدم السن، بسبب عدم تحملها للأشعة فوق بنفسجية.
قد اكتشف الباحثون في كلّيّة الطّبّ جامعة جونز هوبكنز أن مادة "سلفورافين" الموجودة في نبات البروكولي وبراعمه, تعمل على حماية خلايا الشبكية، وذلك من خلال مقاومتها لعمليات التأكسد في الشبكية التي تنجم عن تعرض العين للأشعة فوق بنفسجية؛ وهو ما يعتقد بأنه السبب الرئيسي وراء الإصابة بانحلال البقع البصرية macular degeneration والإصابة بالعمى التي تصيب كبار السن.
إن هذه الدراسة تحتاج إلى تمعن خصوصاً من قبل الذين سبق أن ظهر في آبائهم "العمى الشيخوخي"، أي العمى الذي يصيب كبار السن، والذي ليس له علاج حتى الآن. ويظن أن تعرض العين لأشعة الشمس يسبب تكون مركبات مؤكسدة تتلف الخلايا الطلائية في العين، وبتراكم هذه العملية تتلف البقعة البصرية ويصاب الإنسان بالعمى.
ولكن قد لا يتوفر نبات البروكولي للجميع، وحتى يتوفر أو تظهر دراسات علمية أخرى تدل على ما يعوض عنه، فإننا نرى أن يلجأ الإنسان إلى زهرة القرنبيط؛ لأن نبات البروكولي من عائلة القرنبيط، وهو كثير الشبه به. كما نرجو من علمائنا أن يبحثوا في نبات القرنبيط عن مركب السلفورافين الموجود في نبات البروكولي.
في جميع الأحوال.. على الإنسان أن ينوع طعامه. ويكثر من الخضار والفواكه والحبوب والبقول؛ لما فيها من نعم الله التي لا نعرفها