إلا أن الباحثين يؤكدون على ضرورة الحفاظ على معدلات معينة ينبغي عدم تجاوزها عند تناول الفلفل الحار، فتناول الكابسيسن يجب أن يكون بتركيزات ضئيلة للغاية في حدود ميكروجرامات في المليليتر أو حتى نانوجرامات في المليليتر، هذه التركيزات من الكابسيسن أقل من تلك الموجودة بمعدة الإنسان عند تناوله لكميات كبيرة من الفلفل الأحمر.
ويشير الباحثون إلى أن لكل مجتمع عاداته الغذائية، ففي دول مثل الهند والمكسيك وجنوب شرق آسيا والمجر يقبل الناس على تناول الفلفل الأحمر بكميات كبيرة وأيضا لكل إنسان ما يفضله من غذاء وبعض الأشخاص قد لا يحبذون تناول الفلفل الأحمر أو الشطة لأنهم لا يحبذون الشعور اللاذع عند تناوله وآخرون يستمتعون بتناوله. وبالتالي فإن الباحثين لا يدعون الناس لتناول الفلفل الأحمر أو الشطة، ولكنهم يقولون لمن يحب تناوله إن هذه هي فوائده, وأيضا الإنسان هو طبيب نفسه فإذا كان تناول الفلفل الأحمر أو الشطة يسبب له الألم فيجب عليه الامتناع عن تناوله وهناك من الناس من يسبب له تناول اللبن أو البيض عدم راحة وبالتالي لا يقبل على تناولهما.
هذا وقد أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن تناول الفلفل الأحمر أو المادة الفعالة به يؤدي إلى الإقلال من نسبة الدهون بالدم، حيث إن الكابسيسن يعمل على استثارة مستقبلات خاصة به توجد على الخلايا الدهنية ومع استثارة هذه المستقبلات تؤدي إلى دخول الكالسيوم إلى الخلايا ومنع تراكم الدهون بالخلايا الدهنية بالجسم وعدم نموها إلى خلايا دهنية ناضجة، ولكن في الاشخاص الذين يعانون من السمنة توجد هذه المستقبلات الحسية على الخلايا الدهنية بعدد أقل من الشخص النحيف وتناول الفلفل الأحمر أو الكابسيسن أدي إلى الإقلال من السمنة على الاقل في حيوانات التجارب.
يؤدي كذلك تناول الفلفل الأحمر إلى الإقلال من فتح الشهية وإلى زيادة حرق الدهون بالجسم وهذا يعني أن له دورا مساهما في الإقلال من السمنة, ويبدو أنه في المستقبل سوف يتوصل العلماء إلى إنتاج أدوية من مركبات تستطيع أن تعمل عمل مادة الكابسيسن باستثارة المستقبلات الحسية على الخلايا الدهنية وبالتالي تستخدم لعلاج السمنة ليس هذا فقط بل إن الأبحاث التي أجريت في الأعوام الأخيرة أثبتت أن لمادة الكابسيسن تأثيرا مضادا لبعض الانواع من الخلايا السرطانية وتؤدي إلى الإسراع من دورة الموت المبرمج للخلايا السرطانية. ولأجل ذلك فإن الكابسيسن موجود بالفعل في العديد من المراهم لعلاج الروماتيزم والموجودة بالصيدليات لأنه يؤدي إلى زيادة تيار الدم وبالتالي تحسن الدورة الدموية موضعيا.
أما بالنسبة للفلفل الأسود فكما هو معلوم فإنه يستخدم في طعام الإنسان على نطاق واسع، والمادة الفعالة فيه والتي تسبب الإحساس القابض عند تذوقه تسمي بيبرين. ومما قد لا يعلمه الكثيرون أن المادة الفعالة في الفلفل الأسود وهي البببرين تقوم باستثارة الأنواع نفسها من الألياف العصبية الحسية ونفس المستقبلات التي تعمل مادة الكابسيسن الموجودة في الفلفل الأحمر على استثارتها، ولكن توجد بعض الاختلافات في درجة وسرعة الاستثارة بين الفلفل الأسود أو مادة البيبرين وبين الكابسيسن.
ويؤدي تناول الفلفل الأسود إلى زيادة حركة الأمعاء وفي تركيزات متناهية الصغر قد يكون له فائدة في حماية جدار المعدة إلا أن التركيزات العالية منه قد يكون لها تأثير مختلف. وفي دراسة أجراها الدكتور محمد عبدالسلام على حيوانات التجارب عام 2006-2007 بالمركز القومي للبحوث كان للفلفل الأسود تأثير واق لخلايا الكبد. حيث تمت دراسة تأثير مادة البيبرين على خلايا الكبد الذي تعرض إلى انسداد مراري جراحي.
كما أن الأبحاث التي تناولت تأثير كل من الكابسيسن أو البيبرين على الألم وبالتحديد الألم الناتج عن التهاب الأحشاء اتضح من خلالها أن تناول كل منهما له عن طريق الفم له تأثير مسكن لهذا النوع من الألم.