" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"، "النحل: 146".
وقال قوم: "فيه شفاء للناس" عائد على القرآن وبه يقول مجاهد. ولكن سياق الكلام يوجه الضمير إلى العسل الأبيض "عسل النحل" وقد قال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن".
والعسل الأبيض يدفع الفضلات المجتمعة في المعدة، المتراكمة في الأمعاء، وفيه جلاء وتليين وهو سهل الهضم، ولا يزال الأطباء يصفونه للمحمومين والناقهين والمعمودين كذلك لمضى القلب لعدم غيابه في المعدة من ثم لا تضغط على القلب فترهقه.
والعسل الأبيض يفيد الأطفال والشيوخ لما به من إنزيمات وكمنشط للدورة الدموية ومولد للطاقة ومنشط للكبد.
قالت السيدة عائشة: " كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، منذ أقدم العصور من نحو ألفي سنة خلت والإنسانية تؤثره وتفضله في العلاج والدواء على غيره. وقد أشارت الكتابات الهيروغليفية على مقابر قدماء المصريين إلى أن المصريين القدماء قد كانوا يربون النحل منذ ما يقرب من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، والعسل الأبيض له عطرية تجمعها الشغالة من رحيق الأزهار والنباتات وتحول خلاصة عصير تلك الزهور إلى سائل سكري مركز هو العسل الأبيض أو " عسل النحل".
ويحتوي عسل النحل على دكستروز وأملاح ومواد نباتية وإنزيمات وحبوب لقاح وماء، وهو سهل سريع التمثيل في الجسم لأن سكرياته أحادية وهي فركتوز وجلوكوز بنسبة 80 في المائة ويمتصها الجسم مباشرة دون أدنى تعب وبه أيضاً أملاح وفيتامينات وكثير من المواد الأخرى غير المعروفة وتبلغ نحو 5 في المائة من تركيبه هذا فضلاً عن حامض الفورميك كما يحتوي على 3 في المائة بروتين، 5 في المائة من المعادن.
أسماه الفراعنة: "شراب الآلهة" لأنه كان يعالج كثيراً من الأمراض في مصر القديمة مثل السعال الحاد والنزلات الشعبية لحلاوة طعمه وعطرية تذوقه.
عن أبي سعيد أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إن أخي استطلق بطنه. فقال: "اسقه عسلاً"، فذهب أخوه ثم رجع فقال: سقيته فلم ينجع. وعاد مرتين فقال في الثالثة أو الرابعة: "صدق الله وكذبت بطن أخيك – فيه شفاء للناس ثم سقاه فبرأ" رواه البخاري ومسلم.
قيل في عجائب المخلوقات: ولقد ذكرت الأبحاث الحديثة عن عادات النحل ولغته التي يتبادل بها المعلومات كما قال الغزالي لو تأملت عجائب أمرها في تناول الأزهار والأنوار واحترازها من النجاسات والأقذار وطاعتها لواحد من جملتها وهو أكبرها شخصاً وهو أميرها.
سبحان الله... من أوحى إلى النحل هذا؟
وقد قال نبينا الكريم: "المؤمن كالنحلة إن صاحبته نفعك وإن ساورته نفعك وإن جالسته نفعك. كذلك النحلة على ما فيها من منافع".
قال ابن الأثير: وجه المشابهة من المؤمن في النحلة، الحذق والفطنة وقلة الأذى والمنفعة والسعي بالليل متنزهة عن الأقذار وطيب أكله، واعتماده على سعي نفسه وطاعته لأميره والآفات التي تقطعه عن عمله هي الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار وكذلك آفات المؤمن هي ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام وماء السعية ونار الهوى.
" الإعجاز الطبي في القرآن "