في خطوة هامة لتطوير علاج جديد للسرطان تمكّن علماء بريطانيون من اكتشاف كيف يمكن لفيروس البرد الشائع أن يقتل الأورام السرطانية وحث استجابة الجهاز المناعي كما لو كان لقاحاً عندما يتم حقنه في مجري الدم. ويقول العلماء إنه بشنّ هجوم على خلايا الدم يتم حماية الفيروس بالأجسام المضادة في مجري الدم والتي كان يمكن لها أن تحيد قدرتها على محاربة السرطان. وتقترح الدراسة إمكانية حقن مثل تلك العلاجات في مجري الدم في زيارات روتينية للمرضى في العيادات الخارجية للمستشفيات، كما يحدث في العلاج الكيمائي، ما يجعلها عقاقير مناسبة لعلاج سلسلة من الأمراض السرطانية.وقد أكدت الدراسة التي أجريت على 10 مرضى مصابين بسرطان الأمعاء في مراحله المتقدمة أن عقار reovirus يهاجم على جبهتين، فهو يقتل الخلايا السرطانية مباشرة ويحث الجهاز المناعي للرد على الهجوم، ما يساعد على إزالة ما تبقى من الخلايا السرطانية. ويقول أحد الخبراء إن “العلاجات الفيروسية مثل reovirus تبدو واعدة بحق في التجارب على المرضى. وتمنحنا هذه الدراسة أخباراً جيدة جداً حول إمكانية الاستعانة بتلك الطرق العلاجية بمجرد حقن بسيط في مجرى الدم”. ويقول الباحث إن العلاجات الفيروسية كانت تعمل فقط إذا ما تم حقنها مباشرة داخل الأورام السرطانية، ما حد من استخدامها بتوسع في علاج الأمراض السرطانية الأخرى. وأضاف “ولكن اكتشاف إمكانية استخدامها للقيام بهجوم على خلايا الدم سوف يجعل تلك العلاجات الفيروسية مناسبة لعلاج مختلف أنواع سرطان الدم”. وقال الخبراء: “تأكدنا أن reovirus يستهدف الخلايا السرطانية فقط تاركاً الخلايا الطبيعية دون إصابة ما يجعلنا نأمل في أعراض جانبية أقل للمرضى”. يُذكر أن مرض السرطان تسبب في قتل ما يقرب من 7.6 مليون شخص في أنحاء العالم عام 2008. ويتوقع أن تتزايد أعداد مرضى السرطان بما يزيد على 75% بحلول عام 2030، كما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية.