إننا نحيط أنفسنا بدرع حديدي.. بقفص وهمي من المعتقدات والعقد المعقدة المعلبة... لكنه مجرد درع..
وهو لا يتمسك بنا، بل نحن الذين نتمسك به.. وحالما نصبح واعيين له سيذوب حالاًً.. سيموت بمجرد أن نتخلى عنه...
لكنك لا تحمل هذا الدرع فحسب.. بل تجعله يثقل ويكبر باستمرار من خلال كل تلك الأفكار والأوهام والأحلام....
إخرج منه ليخرج منك.. إخرج من مقبرة التقاليد.. وحطم كل تلك الأسوار والجدران، إخرج من عالم الصقيع والجليد والحجر..
من عالم الجهل والحقد والضجر.. وافتح قلبك ليدخل نور الشمس والقمر.. ولتتفتح أزهار الفرح..
عُد كالأطفال.. فالأطفال يتمتعون بالحرية والبراءة.. بالانطلاق والتناغم.. فالجسد كله وحدة متكاملة لا وجود للحدود..
ولا وجود للسدود والقيود... الرأس والقدمان بنفس الأهمية.. ولكن التقسيم ظهر رويداً رويداً من خلال الأهل والمدرسة والمجتمعات والمجمّعات...
وأصبح الرأس هو الرئيس العظيم بدل أن يكون الخادم الأمين.. وتم تقسيم الجسم لعدة أقسام، قسم مقبول من المجتمع،
والقسم الآخر غير معترف به، لأنه يشكل خطراً على المجتمع ويجب إبادته وتبديده
وهذا سبب المشكلة الأساسية فأصبحت أيدينا وأرجلنا مكبلة بالسلاسل.. مثبتة بالمسامير وأصبحنا بقايا إنسان مكسور مهزوز.
لتعد إنساناً كاملاً كما خلقك الله.. أنت الخيّال لا الخيل.. توحّد مع ذاتك حتى يتوحد العالم من حولك...
انتبه أين تتواجد القيود في جسدك:
1ـ خلال سيرك أو جلوسك، وعندما لا تقوم بأي شيء، ركّز على الزفير، ازفر بعمق، وحاول إخراج كل ما تستطيع من الهواء من الفم وبمنتهى البطء...
وعندما يتم إخراج كل الهواء المحتجز داخل الجسم ابدأ بالشهيق بسرعة، ثم ازفر ببطء... وهكذا سيتغير الدرع الموجود قرب الصدر...
2ـ اركض بشكل خفيف ولكن لمسافة ميل واحد لا أكثر، وتخيل أن حملاً وعبئاً ثقيلاً يزول من الساقين ويتوارى عنهما، فالأقدام تكون حبيسة مربّطة عندما تكون حريتك مقيدة بشكل كبير،
عندما يطلب منك أن تفعل هذا وليس ذاك، أن تكون هذا الشخص وليس ذاك، أن تذهب إلى هنا وليس إلى هناك...
عندها عليك بالجري مع التركيز على الزفير، وحالما تسترد حرية الحركة والانطلاق بساقيك ستشعر بتدفق هائل من الطاقة...
3ـ عندما تذهب للنوم ليلاً.. انزع ملابسك.. وانزع أيضاً هذا الدرع النفسي المحيط بك.. ارمِ هذا العبء.. وارمِ كل ما يقيدك ويكبلك..
إخرج من سجن العبودية ومعتقلاتها... ودّع هذا الصندوق المختوم بالشمع الأحمر....
خذ نفساً عميقاً ثم اخلد للنوم وأنت حر طليق كالأطفال... كالأشجار كالأزهار... دون أية قيود على الإطلاق....