فوائد الشاي الأسود
ولكي لا ننسى فوائد الشاي الأسود (أو نظلمه) فقد أكدت دراسة طبية أمريكية حديثة أن تناول مشروب الشاي يومياً يفيد في زيادة القدرة على مكافحة الأمراض. وقالت الدراسة، إن العلماء اكتشفوا مواد كيماوية في الشاي تزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض بنسبة 500 بالمائة. وأوضح الباحثون أن تلك المادة الكيماوية تحفز خلايا النظام المناعي وتحثها على مهاجمة البكتريا، والفيروسات، ومسببات الأمراض الأخرى. وقال المشرفون على الدراسة إن تلك المادة يمكن أن تتحول لدواء وقائي من الأمراض مستقبلاً.
ومن جهته قال الدكتور جاك فوكوويسكي من كلية الطب في جامعة هارفارد وهو أحد المسؤولين عن البحث: إنه تمكن بالتعاون مع أحد زملائه من عزل المادة الكيماوية معملياً، قبل اختبارها على بعض المتطوعين لإثبات قدرتها على الوقاية من الجراثيم. وتوصل لنتيجة مفادها أن تناول 5 أكواب من الشاي يومياً يؤدي لزيادة قدرة الجسم على التصدي للأمراض. أما بيني كريس-إيثرتون المتخصصة في مجال التغذية بجامعة بنسلفانيا فقد أشارت إلى الدراسة باعتبارها إضافة جديدة للدلائل التي كانت تشير للشاي باعتباره مفيداً في مجال مكافحة الأمراض. ولكنها في الوقت نفسه، قالت أن هذا العمل يجب أن يتم تأكيده بدراسات أخرى أوسع نطاقاً.
في دراسة نُشرت عام 2006 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية تبين أن شرب كوبين من الشاي الأخضر كل يوم يزيد من قوة التركيز الإدراكي. ويؤكد بعض الباحثين أنه صدرت أكثر من مئة دراسة علمية عن فوائد الشاي الأخضر. وفي دراسة نشرت عام 2007 في المجلة الأمريكية لأبحاث السرطان تأكد وجود مواد في الشاي الأخضر تقاوم التسمم وتقي من السرطان. وفي دراسات أخرى تبين أن تناول الشاي الأخضر يقاوم الهرم المبكر، ويقي من مرض الخرف ويحافظ على حيوية الجلد.
أبحاث شعبية
وهناك دراسات أخرى ولكن غير موثقة (بتجارب علمية) تؤكد أن تناول الشاي الأخضر يخفض الوزن ويساعد الجسم على التوازن الطبيعي، ويؤثر نفسياً فيؤدي إلى علاج الاضطرابات النفسية، أي أنه مهدئ للأعصاب، كما تؤكد بعض التجارب أن تناول الشاي الأخضر مفيد للقدرة على التفكير بشكل أفضل، وهو مفيد لتسوس الأسنان بسبب غناه بالفلوريد، ويؤكد البعض أنه يرفع طاقة الجسم، وهو مفيد لتعقيم المعدة والأمعاء، ومفيد أيضاً في تطهير الجسم من الفيروسات والبكتريا الضارة وبخاصة الجلد، ويقلل من رائحة الفم الكريهة. كذلك هناك تجارب يقول أصحابها إن تناول الشاي الأخضر يخفض ضغط الدم ويساهم في تنظيم عمل القلب، ويقي من تصلب الشرايين، ويعالج الربو والتهاب القصبات الهوائية، وفي الطب الصيني يوصون بشرب الشاي لعلاج الصداع، وعسر الهضم والاكتئاب، وهو يطيل العمر!! ولكن تبقى هذه الدراسات للاستئناس وتحتاج إلى تجارب علمية موثقة.
سبحان الذي سخَّر لنا هذا
لا نملك ونحن نرى هذه الفوائد التي سخرها الله لنا إلا أن نحمد الله تعالى على نعمه الغزيرة، ولو تلفَّتنا من حولنا نرى في كل شيء خلقه الله فائدة ما لنا، ونوعاً من التسخير، ولذلك قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].
ملاحظة:
يستخدم علماء الغرب (ومعظمهم من غير المسلمين) مصطلح "إطالة العمر" فتجدهم يقولون في أبحاثهم إن تناول الشاي الأخضر مثلاً يطيل العمر، ونود أن نصحح هذه المعلومة ونقول كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 145]. ولكن نقول أيضاً: إن الله تعالى يسخر الأسباب المناسبة، فإذا كتب الله لإنسان طول العمر هيّأ له الأسباب مثل أن يسخر له معلومة تكون سبباً في عمره المديد المقدر له مسبقاً في علم الله. ولذلك نحن كمسلمين نعتقد أن تناول الشاي الأخضر والصيام وتناول التمر والمشي إلى المساجد وذكر الله... كلها أسباب طبية ونفسية وإيمانية لزيادة العمر وتحقيق السعادة التي كتبها الله للإنسان من قبل أن يُخلق، ولذلك قال: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) [الرعد: 8].